ظاهرة التعذيب
التعذيب هو كل فعل مقصود يسبب ألماً أو معاناةً سواء جسدية أو نفسية لشخص ما .... وفق إعلان الاممم المتحدة 1975 واتفاقية مناهضة التعذيب 1984 والمادة 126 من قانون العقوبات المصري وهو إلحاق الأذى والمُثلةبكائن (حياً أو ميتاً) إنساناً أو حيواناً وفق مصطلحات الفقه الإسلامي
وقد جرم القانون المصري والاتفاقات الدولية عملية التعذيب بكل صورها وأدانة المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان التعذيب حتى فيما يسمى بمكافحة الإرهاب وكذلك المحكمة الجنائية الدولية وكذلك المحكمة الجنائية المصرية
ولقد منع الإسلام التعذيب إبتداءً حين جعل الحفاظ على النفس والجسد والعرض مقصداً تشريعياً ووفر مناخاً وقائياً حين أمر الراعي والرعية بـ (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي} الانعام وفي الحديث الشريف : عن هشام بن حكيم بن حزام قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا ) رواه مسلم وأبو داود
ومن مفاخرنا التي يجب أن نتيه بها على غيرنا من الأمم أن الإسلام ديننا السمح حرم المُثْلَة، وحفظ على الإنسان حياته فلا تُهْدَر إلا قصاصًا، واعتبر النفس الواحدة رمزًا للبشرية جمعاء { مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا } [المائدة: يكفيك أن تقارن هذه الحصانة الشديدة للنفس الإنسانية وأن تسترجع حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن المرأة التي دخلت النار في قطة حبستها حتى ماتت، فلا هي أطعمتها وسقتها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض» [رواه البخاري (2365)، ومسلم (2242)]. وتذكر حديث ابن عباس: أن النبي (صلى الله عليه وسلم) مر عليه حمار قد وُسِمَ في وجهه ..(أي كُوِيَ بالنار) فقال (صلى الله عليه وسلم): لعن الله الذي وسمه، وحديث ابن مسعود: كنا مع رسول الله في سفر فانطلق لحاجته فرأينا حمرة – نوع من الطيور – معها فرخان فأخذنا فرخيها فجاءت الحمرة تعرش (تحوم وتخفق بجناحيها) فجاء النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: من فجع هذه بولدها ردوا ولدها إليها. ورأى (صلى الله عليه وسلم) قرية نمل قد حرقها بعض الناس، فقال لبعض أصحابه: من حرق هذه؟ فقال بعض الصحابة: نحن، فقال: إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار. فإذا كان هذا دأب رسول الإسلام مع القطة والطير والنمل، فما بالك بحرصه على النفس الإنسانية من أن تتعرض لمُثْلَة أو تنكيل أو هوان؟! اسمع إلى قول الصحابي الجليل أبي علي سويد بن مقرن: لقد رأيتني سابع سبعة ما لنا خادم إلا واحدة لطمها أصغرنا فأمرنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن نعتقها، واسمع إلى أبي مسعود البدري وهو يقول: كنت أضرب غلامًا لي بالسوط فسمعت صوتًا من خلفي يقول: (اعلم أبا مسعود) فلم أفهم الصوت من الغضب، فلما دنا مني إذا هو رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: اعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام، فقلت: لا أضرب مملوكًا بعده أبدًا ( وفي رواية فسقط السوط من يدي من هيبته) ويمضي أبو مسعود في روايته: فقلت يا رسول الله هو حرّ لوجه الله، فقال (صلى الله عليه وسلم): أما لو لم تفعل للفحتك النار وأصبحت هذه التعاليم النبوية السمحاء ملء قلوب الصحابة الأجلاء، يحرصون على إفشائها وذيوعها بين الناس، فأخذوا يتعقبون الولاة والعمال في الأمصار؛ ليرصدوا سلوكهم مع رعاياهم حتى يأمنوا عدم انحرافهم عن قواعد الرحمة والعدل والترفق بالناس، وحسبك أن تذكر قصة القبطي الذي شد الرحال من الفسطاط إلى مدينة الرسول(صلى الله عليه وسلم) ليشكو إلى الخليفة عمر من ابن الأكرمين (ابن عمرو بن العاص) ليقول له تلك المقولة الخالدة التي ازدان بها تاريخ الإنسانية : (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا؟).. ها هو عمر الفاروق يوصي رعيته ليجعل منهم رقباء على عماله على الولايات الإسلامية في عهده بوصايا لازالت تتردد في سمع الزمان فيقول: ( إني لم أبعث عمالي ليجلدوا ظهوركم، ولا ليأخذوا أموالكم إنما بعثتهم ليعلموكم كتاب ربكم وسنة نبيكم). حسبك أن تذكر هذا وغيره من صور العدل والتراحم والرفق واحترام كرامة الإنسان؛ لتدرك مدى الهاوية التي انحدر إليها واقع بلادنا ولا ندري من أين تسربت هذه النزعة الشريرة إلى نفوس القادرين على ارتكاب هذا المنكر، إلا أن يكون الشر والخسة والقهر والإنحطاط والفساد والتخلف والخوار الروحي والمرضي
التعذيب ظاهرة مرضية (سادية) منهجية :
بدراسة صور التعذيب وجد أنها عبارة عن حزم نوعية ممنهجة حسب الآمر والقائم بالتعذيب وحالته المزاجية والمرضية
فحزمة : التخويف والإرهاب والسب والشتم والعزل وتغطية الراس والوقوف بجوار الحائط
وحزمة : الحرمان من النوم ومن الطعام والشراب ودخول الحمام
وحزمة : الشبح والسلخ والهز والإنهاك التام والتعرض للضوضاء الشديدة والبرودة والحرارة الشديدة
وحزمة : الصعق بالكهرباء واستخدام الكيماويات والكي بالنار والنفخ وإدخال أجسام ومواد في الفرج
وبمراجعة خبراء الصحة النفسية أجمعوا على أن الذي يقوم بمثل هذه الأفعال مريض نفسي (سادي) لابد من أقصائه وعلاجه
أسوأ ما في الظاهرة :
تورط الدولة في حماية المعذبين ومنهجة التعذيب كأداة قمع وتسيير للأمور. فالدولة مسؤلة عن أفعال موظفيها ومسؤلة عن إستيراد أدوات التعذيب ووجود أدوات التعذيب في أماكن ومقرات الحجز والاعتقال ومسؤلة عن المحتوي الدراسي والتدريبي والتوجيهي الذي يعطى لأفراد الأمن والذي يفضي إلى التعذيب ومسؤلة عن القواعد الغير مكتوبة ومنتشرة ومتوارثة بين أفراد الأمن والمفضية للتعذيب ومسؤلة عن مناخ القهر والاستعلاء السائد بين الأجهزة الامنية
علاج ظاهرة التعذيب :
علاج الظاهرة ليس في التشريع فقط بل في الإرادة السياسية والتوجه القيمي فلابد من :
تغيير فلسفة ومرجعية الأجهزة الأمنية لتكون أجهزة أمن الامة وحماية أفراد وممتلكات الشعب وقيمه ومعتقداته
استقلال وحيادية قيادات وأفراد هذه الأجهزة فلا ينتمون لحزب أو جماعة أو نادي (كالروتاري وغيره)
إخضاع مقرات هذه الأجهزة للإشراف القضائي والمدني
وجود شراكة وتعاون مجتمعي منظم بين المقرات الأمنية ورموز وقيادات المجتمع المدني
تطبيق التعامل الألكتروني والموثق في المقرات الأمنية لضبط الأداء والحركة وتوثيق الحقوق
تعاون المجتمع المدني والنخبة والإعلام في التوعية ومناهضة التعذيب
الاستفادة من تجربة شرطة دبي وشرطة الحكومة الشرعية في غزة
وقد جرم القانون المصري والاتفاقات الدولية عملية التعذيب بكل صورها وأدانة المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان التعذيب حتى فيما يسمى بمكافحة الإرهاب وكذلك المحكمة الجنائية الدولية وكذلك المحكمة الجنائية المصرية
ولقد منع الإسلام التعذيب إبتداءً حين جعل الحفاظ على النفس والجسد والعرض مقصداً تشريعياً ووفر مناخاً وقائياً حين أمر الراعي والرعية بـ (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي} الانعام وفي الحديث الشريف : عن هشام بن حكيم بن حزام قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا ) رواه مسلم وأبو داود
ومن مفاخرنا التي يجب أن نتيه بها على غيرنا من الأمم أن الإسلام ديننا السمح حرم المُثْلَة، وحفظ على الإنسان حياته فلا تُهْدَر إلا قصاصًا، واعتبر النفس الواحدة رمزًا للبشرية جمعاء { مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا } [المائدة: يكفيك أن تقارن هذه الحصانة الشديدة للنفس الإنسانية وأن تسترجع حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن المرأة التي دخلت النار في قطة حبستها حتى ماتت، فلا هي أطعمتها وسقتها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض» [رواه البخاري (2365)، ومسلم (2242)]. وتذكر حديث ابن عباس: أن النبي (صلى الله عليه وسلم) مر عليه حمار قد وُسِمَ في وجهه ..(أي كُوِيَ بالنار) فقال (صلى الله عليه وسلم): لعن الله الذي وسمه، وحديث ابن مسعود: كنا مع رسول الله في سفر فانطلق لحاجته فرأينا حمرة – نوع من الطيور – معها فرخان فأخذنا فرخيها فجاءت الحمرة تعرش (تحوم وتخفق بجناحيها) فجاء النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: من فجع هذه بولدها ردوا ولدها إليها. ورأى (صلى الله عليه وسلم) قرية نمل قد حرقها بعض الناس، فقال لبعض أصحابه: من حرق هذه؟ فقال بعض الصحابة: نحن، فقال: إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار. فإذا كان هذا دأب رسول الإسلام مع القطة والطير والنمل، فما بالك بحرصه على النفس الإنسانية من أن تتعرض لمُثْلَة أو تنكيل أو هوان؟! اسمع إلى قول الصحابي الجليل أبي علي سويد بن مقرن: لقد رأيتني سابع سبعة ما لنا خادم إلا واحدة لطمها أصغرنا فأمرنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن نعتقها، واسمع إلى أبي مسعود البدري وهو يقول: كنت أضرب غلامًا لي بالسوط فسمعت صوتًا من خلفي يقول: (اعلم أبا مسعود) فلم أفهم الصوت من الغضب، فلما دنا مني إذا هو رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: اعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام، فقلت: لا أضرب مملوكًا بعده أبدًا ( وفي رواية فسقط السوط من يدي من هيبته) ويمضي أبو مسعود في روايته: فقلت يا رسول الله هو حرّ لوجه الله، فقال (صلى الله عليه وسلم): أما لو لم تفعل للفحتك النار وأصبحت هذه التعاليم النبوية السمحاء ملء قلوب الصحابة الأجلاء، يحرصون على إفشائها وذيوعها بين الناس، فأخذوا يتعقبون الولاة والعمال في الأمصار؛ ليرصدوا سلوكهم مع رعاياهم حتى يأمنوا عدم انحرافهم عن قواعد الرحمة والعدل والترفق بالناس، وحسبك أن تذكر قصة القبطي الذي شد الرحال من الفسطاط إلى مدينة الرسول(صلى الله عليه وسلم) ليشكو إلى الخليفة عمر من ابن الأكرمين (ابن عمرو بن العاص) ليقول له تلك المقولة الخالدة التي ازدان بها تاريخ الإنسانية : (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا؟).. ها هو عمر الفاروق يوصي رعيته ليجعل منهم رقباء على عماله على الولايات الإسلامية في عهده بوصايا لازالت تتردد في سمع الزمان فيقول: ( إني لم أبعث عمالي ليجلدوا ظهوركم، ولا ليأخذوا أموالكم إنما بعثتهم ليعلموكم كتاب ربكم وسنة نبيكم). حسبك أن تذكر هذا وغيره من صور العدل والتراحم والرفق واحترام كرامة الإنسان؛ لتدرك مدى الهاوية التي انحدر إليها واقع بلادنا ولا ندري من أين تسربت هذه النزعة الشريرة إلى نفوس القادرين على ارتكاب هذا المنكر، إلا أن يكون الشر والخسة والقهر والإنحطاط والفساد والتخلف والخوار الروحي والمرضي
التعذيب ظاهرة مرضية (سادية) منهجية :
بدراسة صور التعذيب وجد أنها عبارة عن حزم نوعية ممنهجة حسب الآمر والقائم بالتعذيب وحالته المزاجية والمرضية
فحزمة : التخويف والإرهاب والسب والشتم والعزل وتغطية الراس والوقوف بجوار الحائط
وحزمة : الحرمان من النوم ومن الطعام والشراب ودخول الحمام
وحزمة : الشبح والسلخ والهز والإنهاك التام والتعرض للضوضاء الشديدة والبرودة والحرارة الشديدة
وحزمة : الصعق بالكهرباء واستخدام الكيماويات والكي بالنار والنفخ وإدخال أجسام ومواد في الفرج
وبمراجعة خبراء الصحة النفسية أجمعوا على أن الذي يقوم بمثل هذه الأفعال مريض نفسي (سادي) لابد من أقصائه وعلاجه
أسوأ ما في الظاهرة :
تورط الدولة في حماية المعذبين ومنهجة التعذيب كأداة قمع وتسيير للأمور. فالدولة مسؤلة عن أفعال موظفيها ومسؤلة عن إستيراد أدوات التعذيب ووجود أدوات التعذيب في أماكن ومقرات الحجز والاعتقال ومسؤلة عن المحتوي الدراسي والتدريبي والتوجيهي الذي يعطى لأفراد الأمن والذي يفضي إلى التعذيب ومسؤلة عن القواعد الغير مكتوبة ومنتشرة ومتوارثة بين أفراد الأمن والمفضية للتعذيب ومسؤلة عن مناخ القهر والاستعلاء السائد بين الأجهزة الامنية
علاج ظاهرة التعذيب :
علاج الظاهرة ليس في التشريع فقط بل في الإرادة السياسية والتوجه القيمي فلابد من :
تغيير فلسفة ومرجعية الأجهزة الأمنية لتكون أجهزة أمن الامة وحماية أفراد وممتلكات الشعب وقيمه ومعتقداته
استقلال وحيادية قيادات وأفراد هذه الأجهزة فلا ينتمون لحزب أو جماعة أو نادي (كالروتاري وغيره)
إخضاع مقرات هذه الأجهزة للإشراف القضائي والمدني
وجود شراكة وتعاون مجتمعي منظم بين المقرات الأمنية ورموز وقيادات المجتمع المدني
تطبيق التعامل الألكتروني والموثق في المقرات الأمنية لضبط الأداء والحركة وتوثيق الحقوق
تعاون المجتمع المدني والنخبة والإعلام في التوعية ومناهضة التعذيب
الاستفادة من تجربة شرطة دبي وشرطة الحكومة الشرعية في غزة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق