مستقبل العمل الإسلامي 4
تتوقف مصداقية أي رؤية مستقبلية على استنادها إلى حقائق وشواهد وفهم وتحليل لحركة الأحداث والتاريخ وثوابت ومتغيرات ومشروعات كل الأطراف على الساحة داخليا وخارجيا بما في ذلك العمل الإسلامي نفسه (وقد سبق الحديث عن واقع العمل الإسلامي )
ولنتحدث عن مستقبل العمل الإسلامي انطلاقاً من:
أولاً: الحقائق:
* فدلالات الأرقام المفزعة للأزمة الاقتصادية وتداعياتها داخلياً وخارجياً على التنمية والحركة المجتمعية وتفشي البطالة والعبوسة والطلاق والانحلال والفساد وتأثر العمل الإسلامي بكل ذلك
* غلبة الاتجاه النفعي (البرجماتي) على حركة المجتمع وعلاقاته ومن ثم تأثرت حركة الوقف الإسلامي والمشروعات التنموية والحاضنة وتأثر الحركة التطوعية بذلك
* اتساع الفجوة العلمية والتقنية و ذهاب رؤوس الأموال الوطنية وانعكاسات ذلك على ساحة العمل الإسلامي
وجود حرب حقيقية على كل ما هو إسلامي (على كل الأصعدة )
ومن الحقائق الايجابية على ساحة العمل الإسلامي :
* وجود أسس وملامح مشروع إسلامي نهضوي ووجود أيضاً بعض كوادر لهذا المشروع
* وجود حركات ورموز تنتسب (بقدر متفاوت) لمرجعية المشروع الإسلامي
*وجود حركة كبرى – حركة الإخوان المسلمين – تحاول النهوض بالمشروع الإسلامي عبر وثائقها وآلياتها ومؤسساتها وأداء أفرادها – وإن كان متفاوت -
ثانياً: الشواهد:
* تساقط القطب الأمريكي ومحوره وما تبناه من مشروع وثقافة وترتيبات وكوادر
* مسخ دور الاتحاد الأوربي بسبب شراكته القديمة مع أمريكا وإسرائيل وموقفه من مشروعاته الاورومتوسطية وموقفه من الإسلام
* محاولات تواجد وعودة قوي مثل روسيا والصين وإيران وتركيا
* تآكل الأنظمة في المنطقة وزيادة الفجوة والغضب الشعبي
والمشهد يشير إلى:
حراكاً عالميا – ذا اتجاهات وأهداف متباينة - على المستوى الرسمي و المدني والشعبي وكأنما شيء يوشك أن يحدث ؟؟؟
ومفردات هذا الحراك ً تتمثل في:
- تكوين محاور
- وتكريس تواجد
- وصنع دوائر نفوذ
يوجه هذا الحراك مصالح مشروعات وأشخاص ودول (وبنفس هذا الترتيب) ووعي وتفاعل شعبي ومدني
ومحاولة صناعة لهذا الحراك مناخات وخيالات كحوادث سبتمبر ومدريد ولندن والقاعدة والارهاب والسلاح النووي وحقوق الانسان وتمكين المرأة ودعم الديمقراطية وغيره من مستجدات من نفس القاموس.......
وتبقى شواهد ثابته ومحركة وهي :
· انتشار الاسلام في الغرب
· ونمو الحركات الاسلامية والحركات المناهضة
· و نمو الوعي لدي الشعوب بصفة عامة والذي يرجع الى :
- ثورة الاتصالات والمعلومات والفضائيات
(لا شيء ولا أحد ممكن ان يدارى على شيء أوعلى احد)
- تجذر الفساد والانحلال والظلم وتداعياته
- ظهور طبقات اجتماعية جديدة
(طبقة رجال الثروة والسلطة – طبقة المرتزقة – طبقة المغيبين)
* اتساع الفجوة بين الشعوب وحكامها
* انتشار الأمراض وتأثيره على المجتمع والعمل الاسلامي
(الفشل الكلوي – الكبدي – الدرن – الإيدز - والأوبئة والامراض النفسية وغيرها )
* الازمة الاقتصادية وتداعياتها
ثالثاً ً : الاحداث وحركة التاريخ :
الاحداث التاريخية تثبت :
* أن الشعوب تثور وتتحرك من أجل عقيدتها ومقدساتها والظلم الواقع عليها ولقمة عيشها (وكل هذا واقع في منطقتنا وغيرها )
* وأن التاريخ يسجل الخيانات كما يسجل البطولات رغم الزيف الإعلامي والتضليل الوثائقي
* ان نجاح أي حركة مرهون بجماهيريتها ومصداقيتها على الارض حتى وان حرمت الدعم الرسمي أو حتى أسباب الحياة
* وان وقود أي حركة ومقوم أي نجاح هو شباب واعٍ ملتف حول قيادته
رابعاً : الثوابت والمتغيرات :
الحديث عن مستقبل الثوابت في العمل الاسلامي يعد هراء لعلاقة هذه الثوابت بالمرجعية العقدية ولكن الحديث حول تحرير هذه الثوابت عن اللبس والطرح الغامض وتطوير هذه المتغيرات لتلائم سعة الاسلام و غاياته وهذا سوف يكون جلياً وأمراً واقعاً بإذن الله
خامسا ً : المشروعات :
يمكن ان نلخص ما على الساحة من مشروعات في :
- مشروع إسلامي نهضوي ( يندرج تحته عدة مشروعات مثل مشروع الممانعة او المقاومة او التحرر او الولايات المتحدة العربية – او الاسلامية )
- مشروع صهيو أمريكي (ويندرج تحته عدة مشروعات مثل مشروع الشرق الاوسط الكبير او الجديد – مشروع الاورومتوسطية – مشروع الدولة العلمانية –او ما ينتج عن الاتفاقات الدولية كالجات وغيرها ..و ما يبتكره الحكام وغيره ....)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق